صَديقي ذَلكَ المِسكينْ
رَماهُ الحظُّ في يَومٍ
فأصبحَ شاعِرًا مِثلي
يَنامُ بِقلبِهِ سِكِّينْ
قَالَ لي ذاتَ يَومٍ صَديقي:
إنَّ في البيتِ أُمًّا مَريضةْ ..
قَعيدةْ
كانَ يَمسحُبالحُزنِوَجهَ القصيدةْ
عِندَ عَودَتِهِ كلَّ يَومٍ
تُسائلُهُ أُمُّهُ:
هَلْ وَجدتَ الدَّواءْ ؟
ولكنَّهُ كانَ لا يَستطيعُ الشِّراءْ
أُمُّهُ شَارَفَتْ نَحوَ مَوتٍ مُحققْ
ولكَّهُ ..
كلَّ يومٍ يُماطِلْ
ويَروي:
إنَّ صِنْفَ الدَّواءْ
ليسَ في ( الأجزخانةْ )
وأنَّ صديقًا لهُ سوفَ
يأتي بهِ في المَساءْ
قالَ لي ذاتَ يومٍ صَديقي
إنَّهُ يَومَ عادَ
وفي رَاحَتيهِ الدَّواءْ
نَفَّضَ اليَدَ مِنهُ
لكي يَتَقبَّلَ
فيها العَزاءْ
أعامر أنت عندي خير صاحب
أترحل عن أخيك على اختيار
لقد ضاق الفضا على خليل
لئن لم تأتني في كل يوم
وأضرب في نواحي الأرض شرقا
على أي الخصال تقر عيني
وبعد الراشدين وبعد من قد
وكنت أسلي نفسي عن نواهم
فأما اليوم فالأحزان أمت
فأعجب كيف لم يبيض شعري
مصيبة صالح يبيض منها
لعمرك هل رأيت لها نظيرا
وهل لسليله في المجد شبه
إذا لم يدر وجه الرأي قوم
وإن وقفت عن الهيجا رجال
وهل كالراشدي سعيد جد
إذا ما مشكل ألقاه حبر
وأما صالح قد جل من أن
فها من قد فقدت فهل تراهم
عذيري من أخي عذل تعاطى
يعاتبني على أن سح دمعي
أأعتبه وكان من العجائب
رزايا قد تجلى الدهر عنها
ولو أنصفني العذال يوما
سأطلق مقولي ليزيح عني