الأب هو السند والقدوة وهو الذي يغرس القوة في أبنائه، ويرشدهم إلى طريق الصواب، فلولاه لما عُرفت سعادة ولا فرح وهو عماد البيت ومصدر الأمان، وهو النور الذي يضيء حياة أطفاله، فالأب هو صاحب القلب الكبير، والصدر الحنون، والذي دائماً ما يقسو لمصلحة أبنائه وبدافع الخوف عليهم، فالأب هو الكنز الذي لا أحد يعرف قيمته إلا عند فقده، ففقده هو كسر بالنفس، وانحناء بالظهر، وضياع وتشتت، وفي هذه المقالة سنقدم لكم أجمل ما قيل عن فراق الأب.
كلمات عن فراق الأب حقاً أحببتك يا أبي أكثر من الكثير بكثير. أبي سلام على روحك النائمة لمدة طويلة، ورائحتك المختبئة في جوف الأرض، جعلك الله في النعيم، ورزقني رؤيتك يا حبيب. من يملك أبداً فليحافظ عليه فو الله الشوق بعد الممات قاتل. ألف كلمة وكلمة لا تزال عالقة في حنجرتي كالغصة لم أخبرك عنها قبل رحيلك، أولها أحبك أبي وأشتاقك كثيراً. رغم صعوبات الحياة، ورغم مشاغلها يا أبي فاسمك لا يفارق شفتي، بالدعاء أنا لك وفي. رأيت رجلاً يشبه أبي فظننته هو، ثم تذكرت أنه مات ولن يعود أبداً رحمك الله. ولي في غيابك قصة وجع لا تنتهي، رحمك الله وأسكنك فسيح جناته. تفاصيل كثيرة دفنت بجوار أبي، كضحكته تلك التي تمحي كل أحزاني، ونظرته المليئة بالحنان التي تزيل أوجاعي. كسر ظهري بعد موت أبي، ليس بيدي حيلة غير الدعاء لك يا تاج رأسي بالرحمة، والمغفرة، والفردوس. الحب كله دفن مع أبي. أخذك منا الموت الذي لم أتوقع أن يسلب مني أغلى ما أملك؛ فو الله اشتقت لك و تعبت أن أعيش بدونك. يوجد تحت الرمال الدافئة في عتمة القبر أغلى ما لدي متعطشاً لدعائي. رغم أنك رحلت من الدنيا إلا أنك لم ترحل مني، ولا تزال تسكنني، ولازلت أراك في كل صوب وناحية يا أبي. أبي الذي انحنى ظهره ليستقيم ظهري، ربي ارحمه واجعل له مكاناً في جناتك يا رب. خواطر عن فراق الأب
الخاطرة الأولى:
يا ليت الدنيا تعود بي إلى أيامك، وإلى حنانك، وإلى عطفك، يا ليتني استيقظ في الصباح وأسمع صوتك الحنون الذي تناديني به، يا ليتني احتضنك وأشم رائحتك العطرة التي افتقدها بشدة، يا ليتني ويا ليتني ما فقدتك، وما رأيت يوماً كيوم هجرتك، يوم حُملت فيه على أكتاف الرجال ذاهباً الى مثواك الأخير، تاركاً وراءك فتاة تبكي ليلاً نهاراً شوقاً اليك، كم أتمنى أن أراك حتى في المنام وأُشبع ناظري بك، والمس يديك الحنونتين، وانظر إلى عينيك المليئة بالحب والعاطفة على ابنتك الوحيدة التي تركتها بين أيادي الزمان تعاني هماً لا يعرف به أحد، رحمك الله يا نور قلبي وحياتي أبي.
الخاطرة الثانية:
إنها الذكرى الاولى لرحيلك يا أبي يوم استقلال روحك عن جسدك، ما أصعب الحياة دون وجود أبي، فرّقتنا الأيام وجمعتنا الأحلام، يا ليت كل أيامي أحلام، أبي إني لا أرتاح حتى أبكي كل ليلة لفراقك إني أتذكرك، في كل وقت، ولحظة، وثانية، إني أراك في كل مكان وأتخيلك في الأحلام، وأحتاج لك في كل الأحيان، ذكرى تتجدد باستمرار، يا لها من ذكرى تقطع قلبي، وتفطره شوقاً لك، يا ما ضحكنا سوياً، يا ما ضممتني إلى صدرك الحنون، يا ما أتمنى لو عادت الذكريات، فقد صبرت دون جدوى فقد تكلم قلبي قبل لساني، وقد انجرح قلبي جرحاً لن يتداوى بفراقك أيها الغالي، فقد عجز اللسان أن يتكلم، وعجز القلم أن يكتب بشوقي لك، فقد اشتقت لك شوق الأم لابنها، وشوق المغترب لبلاده، وشوق العطشان للماء، فهل من كلام يعبر لك عن شوقي إليك، أبي قد تركتني وحيداً في الدنيا، وقد تركتني أحتاج لغيرك، وقد تركتني أبكي الليالي، وقد تركت قلبي يتقطع شوقاً للقياك، أبي إني أبكي بكاءً جنونياً لا يتصور، ولو كتبت عن مدى شوقي لك إلى نهاية الدهر لما انتهيت، ولو كتبت لانتهى الحبر، ولامتلأت الصحف، ولم أنتهي فأي كلمة تعبر عن شوقي لك.
الخاطرة الثالثة:
أشتاق لك بكل ما وراء الكلمة من لوعة فراقك وألم فقدك أشتاق لك أبي، لا أحد مثلك؛ فبعض الجمال يشبهك لكنك كنت ولا زلت الأجمل ودمت كذلك في قلبي، أبي لم أفكر يوماً أني سأخضع للبكاء أو أني سأنجرح بسهوله، أو أني سأضعف، فمن يوم ذهابك وأنا أحتاج إليك، ولا أملك لغة للتعبير عن حزني عدى البكاء فقد أضعفتني، وكسرت قوتي وشموخي، وجعلتني أخضع للبكاء طول حياتي، وجرحتني جرحاً لا دواء له، فقد يهزني أي شيء، وأي أحد يفارق والده أبكي حزناً عليه لأني أدركت ما هو الفراق، فقد أتعبني الشوق، وذبحني الفراق، فقد فقدت وفارقت، ولكن ليس كفراقك فهو فراق يعجز الفصحاء والشعراء والكتاب أن يعبروا عنه، فكل شيء يُعوض إلا فراقك فهو لا يتعوض، وهو فراق لا ينتهي فسيضل يقهرني هذا الفراق طول حياتي، فكأنه ينتقم مني دون أن أفعل شيئاً، فأنا ضحية للفراق الذي لا علاج له، فهو كسرني وأتعبني وعذبني، فلا نقول الا حسبنا الله ونعم الوكيل؛ هذه الدنيا دائماً ما تذهب بعيداً بمن تحب قلوبنا وتهوى، ولكن حكمة الله أكبر وأعلى من كل شيء؛ وندعوا الله دائماً أن يتغمدك بواسع رحمته، وأن يُسكنك مع النبيين والصديقين والشهداء.
قصيدة أبي
قصيدة أبي هي للشاعر إيليا أبو ماضي الذي وُلد في لبنان عام 1891م، ودرس فيها حتى سن الحادية عشرة ثم انتقل إلى الاسكندرية ثم انتقل إلى الولايات المتحدةالأمريكية، ومن دواوينه الخمائل، وتذكار الماضي، والجداول؛ أما قصيدة أبي فقال فيها:
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.