تعرف على العثمانيون والعاصمة الإدارية للحبشة “سواكن”
تعرف على العثمانيون والعاصمة الإدارية للحبشة “سواكن”
بعد أن بسط العثمانيون نفوذهم على مدينة “سواكن” قام العثمانيون بتأسيس لواء “سنجق” بها ويُقصد باللواء في النظام الإداري العثماني وحدة إدارية يراسها أمير ، فأصبحت مدينة سواكن مركزا لهذا اللواء.
لقد أسّس العثمانيون هذا اللواء في عام 1553م وكان يتبع لإيالة مصر بمعنى أن اللواء كان يتبع إلى مصر من الناحية الإدارية. لكن الدكتور “أنعم محمد عثمان” يشير إلى أن هذا الأمر لم يستمر فترة زمنية طويلة وذلك بسبب أن إيالة الحبشة سوف تتأسس بعد عامين فقط من تاريخ تأسيس هذا اللواء، وسوف تصبح مدينة سواكن مركزا لهذه الإيالة الناشئة.تم تعين عبدالباقي بك أول أمير على لواء سواكن وكان أمير اللواء هو المسؤول الإداري الاول وهو الذي ينظر في كافة المسائل الإدارية المتعلّقة بلوائه بمعنى أن جميع المسائل العسكرية والمدنية كانت في يد أمير اللواء.
لكن هنالك دور كبير قام به القائد العثماني أوزدمير بك الذي كان مستشارا خاصاً لسليمان باشا مختصا بالأمور الإفريقية وخاصة الحبشة وجنوب البلاد العربية ، خدم أوزدمير بك الذي انتسب إلى الجيش العثماني عام 1517م عندما كان برتبة نقيب (يوزباشي) في إيالة مصر، أرسله سليمان باشا بإسطول إلى النيل بغرض الكشف.
وبعد ذلك خرج أوزدمير الذي نزل إلى النوبة إلى البحر الأحمر ثم إلى سواكن واستقطع قسما من الحبشة وربطها بإيالة مصر لكن الإدارة العثمانية رأت صعوبة إدارة هذه الأقطار النائية من القاهرة لذلك تمكّن القائد العثماني أوزدمير بك من تأسيس أيالة الحبشة وعلى إثر ذلك في (5 شعبان 962هـ ) 5 يوليو من عام 1555م تم تعيين أوزدمير بك بكلربكي “أمير أمراء” على هذه الإيالة براتب قدره مليون وأربعمائة أقجة.(1) وبذلك يعتبر أوزدمير أول أمير أمراء على إيالة الحبشة .
كان الهدف من إنشاء هذه الايالة مجابهة الخطر البرتغالي الذي نزل في مياه البحر الأحمر وكذلك إبعاد ملكية الحبشة الأرثوذكسية –اليعقوبية اي المسيحية عن البحار بصورة مطلقة ، وقطع علاقتها مع البرتغاليين الذين تتعاون معهم. وقد لعبت هذه الإيالة الناشئة دورا كبيرا في الصراع العثماني البرتغالي في البحر الأحمر.شهدت سواكن في عهد أوزدمير باشا تطورا إداريا مهما حيث أصبحت سواكن مركز الإيالة الجديدة أو بعبارة أخرى عاصمة إيالة الحبشة ، وبذلك أنتقلت سواكن من مجرد مركز لواء إلى مركز للإيالة بكاملها وأصبح يعرف اللواء باسم (لواء الباشا) لأن العثمانيين كانوا يطلقون هذا الاسم على اللواء الذي كان يقيم فيه أمير أمراء الإيالة وبما أن أوزدمير باشا كان يقيم في لواء سواكن فإن هذا اللواء يعتبر لواء الباشا.
وعندما كانت الموانئ والأماكن التي تتبع لها الأيالة الجديدة غالبية سكانها من العنصر المسلم فقد تم تعيين قضاة بجانب شيوخ القبائل لحفظ الأمن بها، وقد عيّن الشيخ عبد الوهاب أفندي قاضيا على ولاية الحبشة وظل أمر القضاء في الولاية فى مدينة سواكن حتى حينما انتقل مركز الولاية إلى الجنوب إلى مصوع لم يتغير موقع القاضي عن سواكن.