الوفاء خلق إنساني نبيل تجتمع فيه معاني الحب الصادق، والصداقة القائمة على الإخلاص، والأخوة التي تحمل كل قيم المحبة والمودة، هو أن نبقى على العهد الذي قطعناه معاً مهما بعدت المسافات وطال الزمن، وأن تبقى ذكريات الأحبة عالقة في قلوبنا وأذهاننا للأبد. الوفاء أن يبقى قلبك مشتعلاً بالحنين لأحبّتك مهما ابتعدت عنهم، فالوفاء أن تعطي ولا تنتظر أن تأخذ مقابل ذلك العطاء، ويعتبر الوفاء سر سعادة البشر؛ لأنّه يعمق الثقة بين الطرف والطرف الآخر، والوفاء هو عدم التنكّر لمن صنع معك معروفاً، والاعتراف له بالجميل وعدم النكران والجحود، وهو تقديرك لمن أحسن إليك وشعورك بالامتنان الصادق له، وهو المروءة التي تجعلك كبيراً في عيون أصدقائك فكن وفياً بالوعد وثابتاً على العهد.
شعر عن الوفاء عشْ ألفَ عامٍ للوفاءِ وقلّما
سادَ امرؤٌ إِلا بحفظِ وفائهِ
لصلاحِ فاسدِه وشَعْبِ صُدوعه
وبيان مشكلِه وكَشْفِ غطائِه
أتَزْعُمُ أنّكَ خِدْنُ الوَفَاءِ وَقد
حجبَ التُّرْبُ من قد حَجَبْ
فإنْ كنتَ تصدقُ فيما تقولُ
فمتُ قبلَ موتكَ معْ منْ تحبْ
أَيْنَ الوفا ؟ قَطَّعتُ حَبلَ رَجَائِي
وهَلِ اختَفَى مِن هَذِهِ الغَبراءِ؟
أينَ الجُذورُ الضَّارِباتُ أَصَالَةً
في عُمقِ أَرضٍ ضُمِّخَت بِرِياءِ؟
لا زِلْتُ أُهرِقُهَا دُمُوعاً مُرَّةً
وأنا الذي لم أَستَكِن لِبُكاءِ
لكنَّها الأيامُ تُبدي للورى
ما يَستَثِيرُ حَفِيظَةَ العُقَلاءِ
جَرَّبتُهَا، فَرَأَيتُ ناساً في الثرى
منها، وناساً في رُبا الجوزاءِ
دَالت، فلا فِرعَونُ خلَّد نفسَهُ
كلا ولا قَارُونُ في الأحياءِ
لم يَبقَ إلا وَجهُ مَن سَمَكَ العُلا
ولَهُ تذلُّ بيارقُ العُظَماءِ
يا غافلاً، لا تَأمَنَن دُنيا بَنَت
في كُلِّ ضاحيةٍ صُروحَ شقاءِ
سَلامٌ عَلَيْكُمْ، لا وَفَاءٌ وَلاَ عَهْدُ
أما لَكُمُ من هَجرِ أحبابكُمْ بُدُّ
أأحبَابَنا قَدْ أنجَزَ البَينُ وَعْدَهُ
وَشيكاً، وَلمْ يُنْجَزْ لنَا منكُمُ وَعْدُ
تعست، فما لي من وفاء ولا عهد
ولست بهلّ من أخلاي للود
ولا أنا راع للإخاء، ولا معي
حفاظ لذي قرب لعمري ولا بعد
لا تركننَ إِلى من لاوفاءَ له
الذئبُ من طبعهُ إِن يقتدرْ يثيبِ
ولا تكنْ لذوي الألبابِ محتقراً
ذو اللبِّ يكسرُ فرعَ النبحِ بالغَربِ
ماتَ الوفاءُ فلا رفدٌ ولا طمعٌ
في الناسِ لم يبقَ إِلا اليأسُ والجَزَعُ
فاصبرْ على ثقةٍ باللّهِ وارضَ به
فاللَّهُ أكرمُ من يُرجى ويُتَّبَعُ
ما أهونَ الإِنسانَ . إِن وفاءَهُ
إِما اتقاءُ أذى وإِما مغنمُ
عظمَتْ على أخلاقِه أكلافُهُ
وهو المصَّير في الحياةِ المرغمُ
نفضَ الترابُ الضعفَ في أعراقهِ
وابنُ الترابِ الصاغرُ المستسلمُ
مـا كان لِله مِنْ وُدٍّ ومِـنْ صِلَـةٍ
يَظلُّ في زَحْمَةِ الأَيَّـامِ مَوْصُـولا
يظلُّ ريّانَ مِنْ صِدقِ الوَفـاءِ بِـه
يُغْني الحياةَ هُدىً قد كان مأمـولا
كأنّـه الزّهَـرُ الفـوَّاحُ روضتُـه
هذي الحَياةُ يَمُـدُّ العُمْـر تجميـلا
ما أَجْملَ العُمـرَ في بِرّ الوفاءِ
وما أَحْلـى أَمانيـه تقديـراً وتفعيـلا
وما يكـون لِغَيْـر الله لا عَجَـبٌ
إِذا تَـغَـيَّـرَ تقطيعـاً وتبْـديـلا
قصائد في الوفاء
من القصائد التي قيلت في الوفاء، اخترنا لكم ما يأتي:
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.