لا تقل لي:
ليتني بائع خبر في الجزائر
لأغني مع ثائر!
لا تقل لي:
ليتني راعي مواشٍ في اليمن
لأغني لانتفاضات الزمن
لا تقل لي:
ليتني عامل مقهى في هافانا
لأغني لانتصارات الحزانى!
لا تقل لي:
ليتني أعمل في أسوان حمّالاً صغير
لأغني للصخور
ياصديقي! لن يصب النيل في الفولغا
ولا الكونغو، ولا الأردن، في نهر الفرات!
كل نهر، وله نبع... ومجرى... وحياة!
يا صديقي!... أرضنا ليست بعاقر
كل أرض، ولها ميلادها
كل فجر، وله موعد ثائر!
البدرُ نشوان بلألأئهِ
أومأ إلى أنجمهِ خلسةً
تريقُ في دروبه نورَها
خفاقة الومضةِ من شدوها
إني أحبُّ البدر في زهوهِ
متئداً يسيرُ في فلكهِ
مثل خفوقِ النجم من وجدهِ
والنهرُ في حضنِ الربى
توهَّم الأنجم في حضنهِ
هيمان بالنور وما ناله
كأنما خريرهُ عبرةٌ
إني أحبُّ النهرَ في حزنه
يرجع النوح ، فإن بللت
هذا الذي خضَّل أكمامنا
لو تبصرينَ الدوحَ مُستسلماً
كأنما أشواقنا عندَهُ
وكلما تاقَ إلى غفوةٍ
صفصافةٌ تومي بأردانها
إني أحبُّ الدوحَ في سهدهِ
في ليلةٍ عاذلنا نجمها
أهدابكِ الوطف على وجنتي
تطاول الليل فهاجَ الجوى
"