<br><br>نص قصيدة: عيون المها بين الرصافة والجسر<br>عيون المها بين الرصافة والجسر<br>جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري<br><br>أعدن لي الشوق القديم ولم أكن<br>سلوت ولكن زدن جمرا على جمر<br><br>سلمن وأسلمن القلوب كأنما<br>تشك بأطراف المثقفة السمر<br><br>وقلن لنا نحن الأهلة إنما<br>تضيء لمن يسري بليل ولا تقري<br><br>فلا بذل إلا ما تزود ناظر<br>ولا وصل إلا بالخيال الذي يسري<br><br>أزحن رسيس القلب عن مستقره<br>وألهبن ما بين الجوانح والصدر<br><br>فلو قبل أن يبدو المشيب بدأنني<br>بيأس مبين أو جنحن إلى الغدر<br><br>ولكنه أودى الشباب وإنما<br>تصاد المها بين الشبيبة والوفر<br><br>أما ومشيب راعهن لربما<br>غمزن بنانا بين سحر إلى نحر<br><br>وبتنا على رغم الوشاة كأننا<br>خليطان من ماء الغمامة والخمر<br><br>فإن حلن أو أنكرن عهدا عهدنه<br>فغير بديع للغواني ولا نكر<br><br>خليلي ما أحلى الهوى وأمره<br>وأعلمني بالحلو منه وبالمر<br><br>كفى بالهوى شغلا وبالشيب زاجرا<br>لو ان الهوى مما ينهنه بالزجر<br><br>بما بيننا من حرمة هل رأيتما<br>أرق من الشكوى وأقسى من الهجر<br><br>وأفضح من عين المحب لسره<br>ولا سيما إن أطلقت عبرة تجري<br><br>وما أنس م الأشياء لا أنس قولها<br>لجارتها ما أولع الحب بالحر<br><br>فقالت لها الأخرى فما لصديقنا<br>معنى وهل في قتله لك من عذر<br><br>صليه لعل الوصل يحييه واعلمي<br>بأن أسير الحب في أعظم الأمر<br><br>فقالت أداري الناس عنه وقلما<br>يطيب الهوى إلا لمنهتك الستر<br><br>وأيقنتا أن قد سمعت فقالتا<br>من الطارق المصغي إلينا وما ندري<br><br>فقلت فتى إن شئتما كتم الهوى<br>وإلا فخلاع الأعنة والعذر<br><br>على أنه يشكو ظلوما وبخلها<br>عليه بتسليم البشاشة والبشر<br><br>فقالت هجينا قلت قد كان بعض ما<br>ذكرت لعل الشر يدفع بالشر<br><br>فقالت كأني بالقوافي سوائرا<br>يردن بنا مصرا ويصدرن عن مصر<br><br>فقلت أسأت الظن بي لست شاعرا<br>وإن كان أحيانا يجيش به صدري<br><br>صلي واسألي من شئت يخبرك أنني<br>على كل حال نعم مستودع السر<br><br>وما أنا ممن سار بالشعر ذكره<br>ولكن أشعاري يسيرها ذكري<br><br>وما الشعر مما أستظل بظله<br>ولا زادني قدرا ولا حط من قدري<br><br>وللشعر أتباع كثير ولم أكن<br>له تابعا في حال عسر ولا يسر<br><br>وما كل من قاد الجياد يسوسها<br>ولا كل من أجرى يقال له مجري<br><br>ولكن إحسان الخليفة جعفر<br>دعاني إلى ما قلت فيه من الشعر<br><br>فسار مسير الشمس في كل بلدة<br>وهب هبوب الريح في البر والبحر<br><br>ولو جل عن شكر الصنيعة منعم<br>لجل أمير المؤمنين عن الشكر<br><br>فتى تسعد الأبصار في حر وجهه<br>كما تسعد الأيدي بنائله الغمر<br><br>به سلم الإسلام من كل ملحد<br>وحل بأهل الزيغ قاصمة الظهر<br><br>إمام هدى جلى عن الدين بعدما<br>تعادت على أشياعه شيع الكفر<br><br>وفرق شمل المال جود يمينه<br>على أنه أبقى له أحسن الذكر<br><br>إذا ما أجال الرأي أدرك فكره<br>غرائب لم تخطر ببال ولا فكر<br><br>ولا يجمع الأموال إلا لبذلها<br>كما لا يساق الهدي إلا إلى النحر<br><br>وما غاية المثني عليه لو أنه<br>زهير وأعشى وامرؤ القيس من حجر<br><br>إذا نحن شبهناه بالبدر طالعا<br>وبالشمس قالوا حق للشمس والبدر<br><br>ومن قال إن البحر والقطر أشبها<br>نداه فقد أثنى على البحر والقطر<br><br>ولو قرنت بالبحر سبعة أبحر<br>لما بلغت جدوى أنامله العشر<br><br>وإن ذكر المجد القديم فإنما<br>يقص علينا ما تنزل في الزبر<br><br>أغير كتاب الله تبغون شاهدا<br>لكم يا بني العباس بالمجد والفخر<br><br>كفاكم بأن الله فوض أمره<br>إليكم وأوحى أن أطيعوا أولي الأمر<br><br>ولم يسأل الناس النبي محمد<br>سوى ود ذي القربى القريبة من أجر<br><br>ولن يقبل الإيمان إلا بحبكم<br>وهل يقبل الله الصلاة بلا طهر<br><br>ومن كان مجهول المكان فإنما<br>منازلكم بين الحجون إلى الحجر<br><br>أبو نضلة عمرو العلى وهو هاشم<br>أبوكم وهل في الناس أشرف من عمرو<br><br>وساقي الحجيج شيبة الحمد بعده<br>أبو الحارث المبقي لكم غاية الفخر<br><br>سقيتم وأسقيتم وما زال فضلكم<br>على غيركم فضل الوفاء على الغدر<br><br>وما زال بيت الله بين بيوتكم<br>تذبون عنه بالمهندة البتر<br><br>وجوه بني العباس للملك زينة<br>كما زينة الأفلاك بالأنجم الزهر<br><br>ولا يستهل الملك إلا بأهله<br>ولا ترجع الأيام إلا إلى الشهر<br><br>فحيوا بني العباس مني تحية<br>تسير على الأيام طيبة النشر<br><br><br>قصيدة عيون المها بين الرصافة والجسر – بصوت فالح القضاع