تعتبرمتلازمة فرط تحفيز المبيضإحدى مضاعفات تحفيز الإباضة التي من الممكن أن تشكل خطرًا على الحياة.
لقد تم بذل الكثير من الجهود في محاولة لفهم العوامل المسؤولة عن نشوء هذه المتلازمة. وقد تم خلال السنوات الأخيرة اقتراح عدة عوامل، مثل: منظومة الرينين - أنجيوتنسين، الهيستامين، البروستاغلاندين، ويجري مؤخرًا، الحديث بكثرة عن السيتوكينات - ومؤشر النمو المسمىVEGF، إلا أنه لا بد من الإشارة أنه حتى اليوم، لم يتم إثبات أن أيًّا من هذه العوامل، كمسبب لحصول المتلازمة.
يخف انتشار المتلازمة كلما زادت حدتها.
تتفشى هذه المتلازمة بحدتها الخفيفة لدى 8% - 23% منالنساءاللاتي يتلقين علاجًا لتحفيز الإباضة. وبحدتها المتوسطة لدى 1% - 7% من النساء اللاتي يتلقين هذا العلاج، وبحدتها الشديدة لدى أقل من 2% من السيدات المُعالَجات. عادة ما تكون المتلازمة أصعب ومستمرة أكثر، عندما ينجح العلاج وتحمل المرأة المتعالجة.
على مر السنوات، تم اقتراح عدد من التصنيفات للمتلازمة، والتي تعتمد بالأساس على درجة خطورتها، بينما تم مؤخرًا اعتماد التصنيف التالي:
الدرجة الخفيفة:انتفاخ وعدم ارتياح في البطن، مع أو بدون غثيان، قيء و/أو إسهال وانتفاخ في المبيضين، يصل قطر كل منهما إلى 5 سنتيمترات.
الدرجة المتوسطة:مميزاتها، كما في الحدة الخفيفة، مع إثبات على وجود استسقاء بطني. مبيضان متضخمان يصل قطرهما إلى 12 سنتيمترًا، وذلك، من خلال الفحص فوق الصوتي (ultrasound).
الدرجة الخطيرة:استسقاء بطني واضح، سوائل في تجويف الصدر، لزوجة مرتفعة في الدم (هيماتوكريت "مكداس الدم" فوق 45%)، قلة في التبول مع مستويات كرياتينين، بمعدل 1 - 1.5 مليجرام لكل 100 مليلتر من البول، اضطرابات بأداء الكبد، وأورام وانتفاخات عامة.
الدرجة بالغة الخطورة (الحرجة):حالة استسقاء بطني شديدة مع سوائل في التجويف الصدري، لزوجة مرتفعة في الدم (هيماتوكريت فوق 55%)، قلة في التبول مع مستويات كرياتينين فوق 1.5 مليجرام لكل 100 مليلتر من البول،فشل كلوي، تخثرات وجلطات دموية،انسداد الأوعية الدمويةوعلامات الأزمة التنفسية لدى البالغين.
تبدأأعراض متلازمة فرط تحفيز المبيضبالظهور دائمًا، بعد إعطاء هورمونات الإباضة الـ hCG أو في بدايةالحمل، وتكون خصائصها الأساسية، تضخمًا شديدًا بالمبيض وانتقال السوائل وتراكمها في تجويفات القسم الثالث.
هذا الانتقال للسوائل، هو المسؤول عن المرض والوفاة نتيجة لهذه المتلازمة، يحصل بسبب زيادة نفاذية الأوعية الدموية (قابليتها لتمرير السوائل) ويؤدي إلى تراكم السوائل في تجويف الصِّفاق، تجويف الصدر والقلب وانتفاخات وأورام تحت الجلد (تجويفات القسم الثالث). يحدث نتيجة لهذا، انخفاض في حجم الدم وارتفاع في مستوى لزوجته وتخثره، اضطرابات في توازن السوائل والأملاح، انخفاض في إفراز البول، وحتى فشل كلوي.
هناك عدد من الحالات التي تم الربط بينها وبين حصول المتلازمة، وقد طرحت كعوامل خطورة لنشوئها، وتتضمن:
إنعلاج متلازمة فرط تحفيز المبيضهو علاج وقائي، ويهدف لمنع حصول المضاعفات الخطيرة لهذه المتلازمة دون السماح بإطالة مداها.
يشتمل العلاج على الراحة، شرب الكثير من السوائل، ومتابعة العلامات والأعراض التي من الممكن أن تشير لتفاقمها.
تختفي المتلازمة بدرجتيها الخفيفة والمتوسطة من تلقاء نفسها، بشكل عام، وغالبًا تتطلب مراقبة ومتابعة من كثب دون الحاجة للمكوث في المستشفى.
أما في حال تم اكتشاف تفاقم ووصل إلى الدرجة الخطيرة، أو الحرجة (الخطرة جدًّا)، فالأمر يستدعي تسرير المريضة (إبقاؤها في المستشفى). خلال المكوث في المستشفى، يجب الخلود للراحة التامة. كما يجب قياس الوزن بشكل يومي، متابعة المعطيات والمقاييس الحيوية والفحص الجسدي المتكرر لتقييم احتمال وجود سوائل في تجويفات القسم الثالث.
يجب متابعة مستويات السوائل بشكل دقيق (كمية السوائل التي يتم شربها وحجم التبول) وإجراء فحوص مخبرية متكررة من أجل قياس لزوجة الدم، الأملاح وحالات التخثر في الكلى والكبد.
يشمل العلاج إعطاء السوائل من خلال الفم أو بالحقن الوريدي، وذلك بهدف منع ازدياد لزوجة الدم، وإتاحة المجال للكلى لتنقية الدم بشكل كاف، والتي تقاس بكمية البول المفرزة.
في بعض الحالات التي يحصل فيها انخفاض في نسبة البروتينات في الدم وتفاقم مرور السوائل إلى تجويفات القسم الثالث، توجد إمكانية لحقن المواد الغروانية (الألبومين أو الديكسترون). كذلك، فإن تفاقم الحالة يكون في بعض الحالات على شكل تراكم كمية كبيرة من سوائل الاستسقاء البطني، مع الشعور بصعوبات في التنفس وانخفاض كميات البول. من الممكن لهذه الحالة أن تستدعي وخز البطن عدة مرات بهدف تفريغ السوائل المتراكمة وتسهيل عملية التنفس وأداء الكلى.
من النادر جدًّا أن تتفاقم الأمور لتصل حد تشكيل الخطورة على الحياة بشكل لا بد معه من إنهاء الحمل.
لقد تم اقتراح العديد من الوسائل الهادفة لمنع وتقليل تفشي ومدى خطورة هذه متلازمة فرط تحفيز المبيض. ففي حين يؤدي الامتناع عن أخذ الـ hCG فقط، إلى منع نشوء المتلازمة، ما زالت نجاعة كل واحدة من الوسائل التالي ذكرها قيد النقاش:
الامتناع عن إعطاء الـ hCG كعنصر داعم خلال مرحلة (طور) "الجسم الأصفر" من الإباضة.
"