عملية التنفس الصناعي هي العملية التي يتم فيها القيام ببعض التقنيات الأساسية لمحاكاة عملية التنفس، والمساعدة على تسهيلها أو تحفيزها في الحالات التي يتوقف فيها التنفس الطبيعي أو يتباطأ معدّله، فيمكن لهذه التقنيات إذا ما تم تطبيقها بشكل سريع وصحيح، أن تمنع بعض حالات الوفيات الناجمة عن الغرق، الاختناق، التسمم بغاز أول أكسيد الكربون، والصدمة بفعل الكهرباء، حيث لا بد أثناء تطبيق عملية التنفس الصناعي من التأكد من القيام بإجرائين رئيسين في هذه العملية، هما: ترسيخ مجرى مفتوح للهواء خلال الجزء العلوي منالجهاز التنفسي-الفم، الحلق والبلعوم- وصولًا إلى الرئتين، والمحافظة عليه وعلى بقائه مفتوحًا، وحدوث تبادل للغازات في الحويصلات الرئوية مع استمرار القلب في العمل.
لقد ظهرت العديد من طرق التنفس الصناعي والتي اعتمدت في أساس عملها على استخدام قوة خارجية لتحفيز الرئتين، ومن بين هذه الطرق هو القيام بعملية التنفس الصناعي عن طريق الفم، حيث تبين للعلماء أن هذه الطريق في التنفس الصناعي كانت أفضل من الطرق الأخرى المُستخدمة سابقًا، من حيث كمية الهواء الذي تقوم بإيصاله إلى الرئة أثناء كل دورة تنفسية، لتصبح هذه الطريقة بعد ظهورها بفترة وجيزة من الزمن، الأكثر استخدامًا لتطبيق عملية التنفس الصناعي، وتتم بتطبيق عدد من الخطوات بترتيب معين يلعب دورًا مهمًّا في نجاحها والقيام بإنقاذ المريض، فمن الممكن تكرار الخطوات بعدد 12 مرة في الدقيقة الواحدة، ومن الممكن أن تزيد بمعدّل 15 مرة إذا كان المريض طفلًا أو بمعدّل 20 مرة إذا كان الطفل رضيعًا، وسيتم ذكر هذه الخطوات لاحقًا.
قبل البدء بإجراء عملية التنفس الصناعي عن طريق الفم الخاصة بحالات الطوارئ والإسعافات الأولية، لا بد من الانتباه لعمر المريض، فتبعًا لعمره من الممكن أن تختلف بعض تفاصيل تطبيق هذه الطريقة، وفيما يأتي وصف لها بالخطوات:
جهاز التنفس الصناعي هو عبارة عن الجهاز الذي يُستخدم للمساعدة أو تسهيل ودعم عملية التنفس لدى المريض، حيث يتم استخدامه بشكل خاص وأساسي في مختلف أنواع المستشفيات، ويتمثّل عمل جهاز التنفس الصناعي وأهميته بما يأتي:
وتجدر الإشارة إلى ان استخدام جهاز التنفس الصناعي غالبًا ما يكون لفترات قصيرة من الزمن، كاستخدامه أثناء القيام بأنواع متعددة من العمليات الجراحية وذلك عند خضوع المريض للتخدير العام، حيث يفقد الوعي وقدرة الإحساس، فهو يُدخل المريض في حالة مؤقتة من النوم، ويمكن للأدوية المُستخدمة في عملية التخدير أن تؤثّر على عملية التنفس الطبيعي لدى المريض، لذلك يساعد جهاز التنفس الصناعي على التأكد التأم من مواصلة التنفس خلال إجراء العملية الجراحية، كما ويمكن استخدام جهاز التنفس الصناعي خلال مرحلة علاج أي مرض رئوي خطير أو أي حالات مرضية أخرى تؤثر على عملية التنفس الطبيعي.
وتجدر الإشارة إلى أن بعض المرضى قد يحتاجون إلى استخدام أجهزة التنفس الطبيعي لمدة طويلة من الزمن أو ربما لبقية حياتهم، لذلك من الممكن في هذه الحالات أن يتم استخدام أجهزة التنفس الطبيعي خارج المشفى بما يشمل ذلك المنازل، ومرافق الرعاية الصحية الأخرى التي تقدم هذا النوع من الرعاية لفترة طويلة من الزمن، ولكن من المهم معرفة أن جهاز التنفس الصناعي لا يملك القدرة على معالجة أي حالة مرضية، ولكنه يُستخدم فقط للمساعدة على التنفس وتسهيله كوسيلة دعم لاستمرار المريض على الحياة.
يُعتبر جهاز التنفس الصناعي من الأجهزة الطبية المهمة والتي ساعدت الكثير من المرضى في تجاوز الانتكاسات في حالاتهم المرضية، ولكن استخدامه يمكن أن يُشكّل زيادة في حدوث مخاطر صحية معينة لدى المريض، وذلك تبعًا لحالة المريض الصحية وفترة استخدام جهاز التنفس الصناعي، وفيما يأتي ذكر لهذه المخاطر المُصاحبة لاستخدامه:
فمن أحد المخاطر المُصاحبة لاستخدام جهاز التنفس الصناعي وأكثرها شيوعًا وخطورةً هو الإصابةبالتهاب ذات الرئة، حيث يمكن لأنبوب التنفس التابع لجهاز التنفس الصناعي، والذي يتم وضعه في مجرى الهواء لدى المريض أن يسمح بدخول البكتيريا إلى رئتيه، فينتج عن ذلك الإصابة بالتهاب ذات الرئة المُصنّف طبيًا باسم التهاب ذات الرئة المُصاحب لاستخدام جهاز التنفس الصناعي.
وبالإضافة لما سبق، فإن أنبوب التنفس يُسبب صعوبة في قيام المريض بالسعال عند الحاجة لذلك، ومن المعروف طبيًا أن السعال يساعد على تنظيف مجرى الهواء من المواد المسببة لتهيّيج الرئة، والتي من الممكن أن تسبب الالتهاب في حالة عدم خروجها والتخلص منها، فالتهاب ذات الرئة المُصاحب لاستخدام جهاز التنفس الصناعي يُشكّل مصدر قلق كبير لدى المرضى الذين يستخدمون هذا النوع من الأجهزة، فَهُم غالبًا ما يكونوا بحالة مرضية سيئة ولذلك يحتاجون لاستخدام جهاز التنفس الصناعي، ولكن إصابتهم بالتهاب ذات الرئة يمكنه أن يزيد من صعوبة الشفاء أو حتى علاج الحالات المرضية التي يعانون منها.
وفي حالة الإصابة بالتهاب ذات الرئة يتم استخدامالمضادات الحيويةلعلاجها، وقد تكون هنالك حاجة لاستخدام أنواع خاصة من المضادات حيوية إذا كانت البكتيريا المُسببة للالتهاب هي من النوع المقاوم للمضادات الحيوية المستخدمة في العادة، ويضاف لخطر الإصابة بالتهاب ذات الرئة، الإصابةبالتهاب الجيوب الأنفية، والذي يكون أكثر شيوعًا لدى المرضى الذين تمَّ ولأسباب صحية إدخال أنابيب تنفسية من خلال الفم أو الأنف إلى داخل القصبة الهوائية لديهم، ويتم علاج هذا النوع من الالتهابات باستخدام المضادات الحيوية.
يمكن لاستخدام جهاز التنفس الصناعي أن يُعرّض المريض لأنواع أخرى من المخاطر الصحية كالإصابة بحالة استرواح الصدر وحدوث تلف في الرئة وحدوث تسمم من زيادة نسبة الأكسجين وفيما يأتي توضيح لها:
إن هذه المخاطر الصحية السابقة الذكر يمكن لها أن تحدث بسبب تدفق الهواء بشكل قوي من جهاز التنفس الصناعي نحو الرئتين، أو تدفق الهواء منه محمّلًا بمستويات عالية من الأكسجين، وبالإضافة للمخاطر الصحية السابقة، فمن الممكن أيضًا أن يتسبب استخدام جهاز التنفس الصناعي بزيادة خطر الإصابةبتجلّطات الدموحدوث التهابات جلدية خطيرة، فتزيد احتمالية الإصابة بذلك لدى المرضى المصابين ببعض الأمراض و/أو غير قادرين على الحركة لفترات زمنية طويلة وذلك لأسباب صحية، حيث يُلازمون أَسرّتهم أو يستخدمون الكراسي المتحركة.
كما من الممكن أن يحدث تلف في الحبال الصوتية بسبب أنبوب التنفس التابع لجهاز التنفس الصناعي، فإذا لاحظ المريض وجود صعوبة في الكلام أو في التنفس بعد القيام بإزالة هذا الأنبوب، لا بد له من إخبار الطبيب بذلك.