ينتج نبض الجنين (بالإنجليزية: Fetal heartbeat) عن ضخ قلب الجنين للدم، ويُمكن للأم سماع صوت نبضه للمرة الأولى خلال الأسبوع التاسع أو العاشر من الحمل، على الرغم من احتمالية اختلاف ذلك من حالةٍ لأخرى، وفي الحقيقة، يتحمّس الوالدان لسماع دويّ نبضات جنينهم بمجرّد معرفتهم بوجودالحمل، ويُوصف ذلك بأنّه أحد أكثر الأصوات بعثًا للطمأنينة في النفوس، وتُعتبر مراقبة نبض الجنين ونظمه جزءًا مهمًا من فحوصات الحمل التي تُجرى بشكلٍ دوري، وذلك لما له من دلالة على صحة الجنين ونموّه بشكلٍ طبيعي.
في سياق الحديث عن نبض الجنين، يُشار إلى أنّ تطوّر تركيب القلبوجهاز الدوران(بالإنجليزية: Circulatory system) لديه يتمّ بصورةٍ تدريجية بدءًا من الأسبوع الرابع من الحمل، إذ ينشأ في البداية وعاء دموي فريد داخل الجنين، دون ظهور أيّ صوت لنبضات القلب، ومن الجدير ذكره أنّ هذا الأنبوب سيُشكّل قلب الجنين ودورته الدموية فيما بَعد، ويُمكن وصف القلب في هذه المراحل الأولية على أنّه أنبوب مُلتفّ ومتشعّب إلى أقسام، أمّا في الأسبوع الخامس من الحمل؛ فيبدأ القلب الذي ما زال على شكل أنبوب بالنبض بطريقة عفوية دون القدرة على سماعه، كما تبدأ الأوعية الدموية الأولية بالتشكّل خلال هذه الأسابيع الأولى، وفي الأسبوع السادس؛ تتشكّل أربع حجرات جوفاء في القلب، مع وجود مدخل ومخرج لكل حجرة منهم للسماحللدمبالخروج والدخول والتنقل فيما بينها، ويستمرّ بالتطوّر إلى أن يُشكّل في نهاية المطاف القلبوالصماماتالتي تنفتح وتُغلق لتُخرج الدم من القلب إلى الجسم، وفي الحقيقة، هُناك العديد من التغيرات والتطورات التي تطرأ بشكلٍ أسبوعي على قلب الجنين وجهاز الدوران الخاصّ به؛ على الرغم من أنّ هذه التغيرات قد لا تكون ملحوظة من قِبل الأهل مع كلّ زيارة للطبيب.
في الحقيقة، تبدأ عضلة القلب (بالإنجليزية: Myocardium) بالانقباض بإيقاعٍ منضبط بمجرد مرور ثلاثة أسابيع على حدوث الحمل، إلا أنّه لا يظهر باستخدام الموجات فوق الصوتية قبل الأسبوع السادس من الحمل، وبشكلٍ عام يتراوح معدّل نبضالجنينالطبيعي خلال وجوده في رحم الأم ما بين 120-160 نبضة في الدقيقة الواحدة، مع الأخذ بالاعتبار أن نبض الجنين يتزايد بشكلٍ تدريجي حتّى الأسبوع العاشر من الحمل، ومن ثمّ يبدأ بالانخفاض تدريجيًا مع تقدم الحمل ليصِل بعد الأسبوع العشرين إلى حوالي 130 نبضة في الدقيقة الواحدة ويستمر النبض بهذا المعدل حتّى نهاية الحمل، وعليه يُمكن القول بأنّ معدل نبض الجنين يختلف من حالةٍ لأخرى، ويختلف باختلاف المرحلة من الحمل، ويُمكن بيان المعدّلات الطبيعية التقريبية اعتمادًا على أسابيع الحمل على النّحو التالي:
الأسبوع من الحمل | معدل ضربات قلب الجنين (نبضة/دقيقة) |
---|---|
بحلول الخامس والسادس | 110-120 |
بحلول التاسع والعاشر | 170 |
بحلول الرابع عشر | 150 |
بحلول الأسبوع العشرين | 140 |
ما بعد الأسبوع العشرين وحتى نهاية الحمل | 130 |
قد تختلف قيمة ضربات قلب الجنين بشكلٍ طبيعي مع بقائه ضمن المدى الطبيعي لذلك، ويحدث هذا التذبذب سواء بالزيادة أو النقصان بنحو 6-25 نبضة في الدقيقة الواحدة، فيرتفع نبض الجنين وينخفض كحال قلب الأم، إذ يتأثّر طبيعيًا بالحركة،والنوم، وممارسة مُختلف الأنشطة، فعلى سبيل المثال؛ يُصاحب ممارسة الأم للتمارينالرياضيةارتفاع معدل نبضات كلٍّ من قلب الأم وقلب الجنين، وينخفض ذلك أيضًا عند توقّف الحركة.
تتضمّن عملية مراقبة نبضات قلب الجنين (بالإنجليزية: Fetal heart rate monitoring) فحص معدل النبضات وإيقاعها، ويُجرى ذلك خلال فترة الحمل بشكلٍ دوري، ويُجرى أيضًا ضمن الفحص العام المُجرى للجنين أثناءالمخاضوالولادة، وقد يُركّز الأطباء على إجرائه في المراحل الأخيرة من الحمل، ويُساعد هذا الفحص على تحقيق عدة أمور، منها؛ الكشف عن أي تغيّرات قد تطرأ على نمط ضربات القلب أثناء الولادة، وتحديد المشاكل المُسبّبة لهذه التغيرات في حال حدوثها واتباع الإجراءات الموصى بها، إضافةً إلى أهميته في حماية الأم والجنين من التعرّض لبعض العلاجات غير الضرورية للحالة،وتجدر الإشارة إلى وجود طريقتين لإجراء هذا الفحص، إمّا داخليًا وإمّا خارجيًا، وفيما يأتي بيان ذلك:
من الجدير بالذكر أنّ مراقبة نبض الجنين تتمّ أحيانًا ضمن إجراءاتٍ أخرى عديدة، نذكر منها ما يأتي:
"