يتعرض الإنسان لوعكاتٍ صحيةٍ متعددةٍ؛ وذلك نتيجةً لتعرضه للعديد من العوامل التي تؤثر على صحته ونشاطاته؛ وبالتالي الشعور بالاستياء لمثل هذه الوعكات الصحية، ولعل أكثرها إزعاجاً هو السعال، لما يصاحبه من ألمٍ في الحلق وغيره، حيث إنه من الممكن أن يكون السعالصدرياً، بمعنى أنه مصاحب للبلغم، فيسبب السعال للتخلص من هذا البلغم، أو أن يكون هذا السعالجافاً، بمعنى أنه على شكل دغدغةٍ في الحلق تتسبب في السعال، وقد يستغرق التخلص من السعال مدة من الزمن، قد تصل إلى أسبوعين، ولكن يمكن علاجه بالطب البديل( باستخدام الأعشاب)، بدلاً من اللجوء إلى تناول الأدوية المختلفة.
والسعال عملية تحدث لا إرادياً نتيجةً التعرض لمهيجاتٍ معينةٍ؛ مثل التعرض لنزلات البرد، وتعامل الجسم معها على أنها جسمٌ غريبٌ، فيقوم العقل بإعطاء الأوامر للتخلص من هذه الجسم الغريب، وبالتالي تفريغ هذه المهيجات والأجسام الغريبة، وتنظيف الحلق منها ومن الغبار والمخاط وغيرها.
أما السعال الجافّ فهو عبارة عن نوعٍ من أنواع السعال، ولكن هذا النوع من السعال لا يكون مصحوباً بالمخاط، وينتج من وجود التهاب بالمجرى الهوائي والجهاز التنفسي، قد يكون نتيجةً لاستنشاق شيءٍ معينٍ يسبب الإزعاج مثل الدخان أو الغبار، أو نتيجةً لتعرض الجسم للحساسية، أو لأنواع مختلفة من الالتهابات الفيروسية، مما يشكل في بعض الأحيان خطراً على حياة الأشخاص، والتسبب بحدوث بعض الأمراض القاتلة مثل سرطان الرئة.
من الممكن أن يكون سبب السعال الجافّ التعرض لنزلات البرد في المنطقة العليا من مجرى الهواء، ولكن إذا كان قوياً قد يتسبب بخروج البلغم من الرئتين، ولكنه لا يدوم طويلاً، فقد يمتد لفترة نصف شهرٍ، أما إذا تعدى فترة الشهر؛ فهنا يجب الرجوع للطبيب المختص، والخضوع للتشخيص اللازم؛ حتى لا يكون هناك تهديداً للحياة، وفيما يلي عرضٌ لأهم الأسباب التي تؤدي إلى حدوث السعال الجاف:
تتمثل مشكلة التنقيط الأنفيّ الخلفيّ (بالإنجليزية: Postnasal drip) بزيادة إنتاج السائل المخاطيّ في الأنف نتيجة فرط التحفيز الناجم عن الحساسيّة أو العدوى، ممّا يؤدي إلى سيلان المخاط من الأنف إلى الحلق، والذي بدوره يؤدي إلى إثارة الأعصاب خلف الحلق وحدوثالكحّة الجافة، ويمكن التخفيف من الكحّة في هذه الحالة من خلال ترطيب الأنف ببخار الماء، أو الاستحمام بالماء الحار أو غسل الأنف.
يصاحب الإصابة بالارتجاع المعديّ المريئيّ (بالإنجليزية: GERD) كحّة جافّة ناجمة عن تهيّج المريء بسبب وصول حمض المعدة إليه، كما يصاحب هذه الحالة عدد من الأعراض الأخرى مثل حرقة المعدة، وألم الصدر،والتهاب الحلق المزمن، ويمكن التخفيف من هذه المشكلة من خلال عمل بعض التغييرات على نمط الحياة، واستخدام بعض الأدوية التي تساعد على خفض نسبة الحموضة.
يحدث هذا النوع منالكحّةبعد الشفاء من بعض أنواع العدوى في الجهاز التنفسيّ في بعض الحالات، وقد تستمرّ الكحّة الجافّة لفترة طويلة في هذه الحالة إذ قد تزيد عن ثلاثة أسابيع، ويصاحب هذه الحالة تهيّج مستمر في الحلق، ويقوم الطبيب بإجراء بعض الاختبارات التشخيصيّة للتأكد من عدم ارتباط الكحّة بأحد المشاكل الصحيّة الأخرى، وتحديد العلاج المناسب للحالة.
لا يعاني جميع الأشخاص المصابونبمرض الربو(بالإنجليزية: Asthma) من الكحّة الجافّة، إلّا أنّها تُعدّ أحد الأعراض الرئيسيّة للأشخاص الذي يعانون من نوع محدّد من مرضالربويُعرَف بالربو السعاليّ (بالإنجليزية: Cough-variant asthma)، وقد تتحفّز الكحّة الجافّة في هذه الحالة نتيجة التعرّض لبعض المهيجات مثل التدخين والهواء البارد.
تُسبّب الإصابة بالسعال الديكيّ (بالإنجليزية: Whooping cough) كحّة شديدة وجافّة، وهو من الأمراض شديدة العدوى، وبسبب حصول معظم الأطفال على التطعيم المضادّ لعدوى السعال الديكيّ انخفضت نسبة الإصابة بهذا المرض بشكلٍ كبير، إلّا أنّ نسبة الإصابة بالعدوى تكون أعلى لدى الأطفال قبل الحصول على التطعيم والأشخاص البالغين الذينانخفضت مناعةأجسامهم ضدّ المرض.
هناك العديد من الأسباب والمشاكل الصحيّة الأخرى التي قد تكون مصحوبة بالكحّة الجافة، ومنها الآتي:
"