يٌشير مصطلح النظرية الكلاسيكية أو كما في يطلق عليها في الإنجليزية (The Classical Theory) وفي الفرنسية (THÉORIE ÉCONOMIQUE CLASSIQUE) أو (LA THÉORIE NÉOCLASSIQUE) إلى تلك النظرية الاقتصادية التي تنحدّر تحت اسم آدم سميث، والتي تطورت في الفترة الممتدة ما بين القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر، ويقوم مبدأها على أنّ قوة نظام السوق تكمن في تركها وحدها، الأمر الذي يضمن الاستغلال الأمثل لكافة الموارد الاقتصادية
إذ يرى رواد الاقتصاد الكلاسيكي أنه بالرغم من جُملة الانحرافات العرضية عن الاستغلال التام للموارد، نتيجة العوامل الاقتصادية والسياسية، فإن التعديلات التلقائية التي تشمل كل من: أسعار السوق، وأسعار الفائدة، والرواتب، من شأنها أنّ تجعل الاقتصاد قادر على التوظيف التام، علمًا أنه تم بناء القاعدة الفلسفية للاقتصاد الكلاسيكي من خلال نظرية جون لوك للنظام الطبيعي، وإن الأساس الاقتصادي لها قام على نظرية آدم سميث، فيما يخص المصلحة الذاتية
علمًا أنه بقيادة كل من آدم سميث، وديفيد ريكاردو، وبدعم من جان بابتيست ساي وتوماس روبرت مالتوس في الفترة ما بين (1766-1834)، آمن الاقتصاديون الكلاسيكيون بمصطلح اليد الخفية، والمصلحة الذاتية، وكذلك النظام الاقتصادي الذي يتمّ تنظيمه ذاتيًا، إلى جانب إيمانهم بضرورة تقسيم العمل، وقانون تناقص العوائد، وتطوير المؤسسات النقدية، وإيجاد رأس المال على أساس التجارة الحرة، وفائض الإنتاج، وتأقلم الاقتصاد في ظل غياب التدخل الحكومي
ولتعريف النظرية الكلاسيكية يمكن وصف مفهوم اليد الخفية على أنها الآليات التي تنشأ من خلالها نتائج اجتماعية، واقتصادية مفيدة من سلوكيات الأفراد المتراكمة لأجل المصلحة الذاتية، وقد تم توظيف مفهوم اليد الخفية في الاقتصاد والعلوم الاجتماعية الأخرى لشرح تقسيم العمل، ونمو الثروة والأنماط في السوق المنافسة مثل مستويات الأسعار ومؤسسات وقواعد المجتمع
نجد مما سبق أنّ النظرية الاقتصادية الكلاسيكية تقوم على أساسين أو مبدأين، هما:
وهنا سيحدد هذين المبدأين آلية تخصيص الموارد وتوزيع الدخل، وبالتالي سينظمان الطلب والعرض، والإنتاج
قبل الإجابة عن تساؤلك عزيزي القارىء حول ما هي أبرز خصائص النظرية الكلاسيكية، لا بدّ التأكيد على أنّ رواد الاقتصاد الكلاسيكي ركزوا على الظروف الناشئة للرأسمالية الصناعية، وطرحوا وصف واضح للقوى التي تؤثر على آليات النمو الاقتصادي، وأنّ من خصائص هذه النظرية أنها:
دارت وجهات النظر الكلاسيكية حول تحليل نمو العملية الاقتصادية كسمة مركزية لعمل الاقتصاديين الكلاسيكيين الإنجليز. page1 حيث نشأت وكان يمثلها بشكل رئيسي آدم سميث، واكتمل نضجها على يد ريكاردو، وجون ستيوارت ميل، حيث هيمنت على التفكير الاقتصادي في بريطانيا العظمى أنذاك فكرة النمو الاقتصادي والحرية الاقتصادية، مؤكدة على ضرورة عدم التدخل والمنافسة الحرة، واستمر ذلك حتى عام 1870
يمكن تحقيق هذا الهدف من خلال وضع هيكل رسمي، يتضمن العُمال، والقواعد واللوائح، وتوزيع المهام والمسؤوليات، وتوحيد الأدوار، ووضع التسلسل الهرمي للسلطة، وفرض السيطرة من خلال هذا التسلسل
نستنتج مما سبق نجد أنّ أبرز خصائص النظرية الاقتصادية الكلاسيكية تتمثلّ بأنالنمو الاقتصادي فيها يستند إلى وجود نشاط اقتصادي يولد فائضًا ويعتمد تحقيق هذا النمو على إعادة استثمار هذا الفائض مرة أخرى، من منطلق أنه يشكل المصدر الرئيسي لإيرادات الحكومة، وأنّها كانت رائدة في شرح العلاقة بين القطاعات الثلاثة لأي اقتصاد وهم: الصناعة والزراعة والتجارة
يتركز تاريخ النظرية الكلاسيكية في المراحل الآتية:
تنبع أهمية النظرية الكلاسيكية الحديثة من أنها