تختلف التعاريف الخاصة بالبنوك باختلاف القوانين و الأنظمة التي تحكم أعمالها والتي تتباين من بلد لآخر، كما تختلف باختلاف طبيعة نشاط هذه البنوك وشكلها القانوني، لذا فإن من الصعوبة إيجاد تعريف شامل لها على اختلاف أنواعها وأشكالها والقوانين التي تحكم أنشطتها، وقد عرفه بعض المشرعين على أنه المؤسسة التي رخص لها التعاطي مع الأعمال المصرفية، وعرفو الأعمال المصرفية على أنها جميع الخدمات التي يقدمها المصرف لا سيما قبول الودائع واستعمالها مع الموارد الأخرى للبنك في الاستثمار كليًا أو جزئيًا بالإقراض أو بأية طريقة أخرى يسمح بها هذا القانون، كما يعرف المصرف على أنه منشأة حصلت على تصريح للقيام بأعمال المصارف، وخلال المقال سيتم تفصيل مفهوم الخدمات المصرفية وأنواعها.
أصل كلمة مصرف في اللغة العربية مأخوذ من الصرف بمعنى بيع النقد بالنقد، ويقصد بها المكان الذي يتم فيه الصرف ويقابلها كلمة بنك ذات الأصول الأوروبية والمشتقة من الكلمة الايطالية BANCO التي تعني المنضدة أو الطاولة ، أما عن سبب ارتباط هذه الكلمة بالأعمال المصرفية فلأن الصرافين كانوا يستعملون مناضد خشبية لممارسة أعمالهم في اسواق تجارة العملات المختلفة وذلك في أواخر القرون الوسطى، كما أن كلمة BANKRUPT والتي تعني مفلس، جاءت من أصل إيطالي حيث تعني كسر المنضدة أي منضدة الصراف كإعلان عن إفلاسه وعدم السماح له بالاستمرار في مزاولة صرافة العملات.
ويجمع الباحثون على أن تاريخ نشأة المصارف الحديثة يبدأ من منتصف القرن الثاني عشر للميلاد حيث تأسس أول بنك وذلك في مدينة البندقية عام 1157 تلاه بنك برشلونة عام 1401 ثم بنك ريالتو عام 1587 بمدينة البندقية ثم بنك امستردام عام 1609 ويعتبر هذا البنك الأخير نموذجًا احتذه معظم البنوك الاوروبية بعد ذلك مع مراعاة ما أملته اختلافات الظروف والأحوال بين دولة وأخرى مثل بنك هامبورج بألمانيا عام 1619 وبنك انجلترا عام 1694 وبنك فرنسا الذي أسسه نابليون عام 1800 لتنتشر البنوك بعد ذلك في أمريكا وغيرها من بلدان العالم.
إن تعريف الخدمات المصرفية يمكن الحصول عليه من معرفة مصادر تمويل المصارف، فتمثل الموجودات في الميزانية العمومية استخدامات أموال المشروع بينما يمثل جانب المطلوبات المصادر التي أتت منها تلك الأموال وإن إلقاء نظرة على جانب المطلوبات في الميزانية العامة لبنك ما تبين مصادر التمويل على النحو الآتي: رأس المال ويشكل نسبة قليلة مقارنة مع باقي المشاريع، والاحتياطات والمخصصات المختلفة، والأرباح المدورة، والتمويل من البنك المركزي، عن طريق السلف التي يستدينها منه او عن طريق اعادة خصم الكمبيالات والاسناد التي في محفظته، والودائع على اختلاف انواعها ومن مختلف مصادرها وهي المصادر الرئيسة للتمويل للبنوك لأنها تمكن المصرف من خلق الائتمان.
تختلف الخدمات المصرفية تبعًا لاختلاف نوعية البنوك والتي تعتمد على عدة معايير أولها طبيعة النشاط الذي يمارسه المصرف، أو من حيث شكل الملكية، أو من حيث علاقتها بالدولة، أو من حيث جنسيتها، وتاليًا سيتم عرض أنواع أنشطة البنوك من حيث طبيعة نشاطها مع شرحها:
وهي تلك البنوك التي رخص لها بتعاطي الخدمات المصرفية والتي تشمل تقديم خدمات مصرفية لا سيما قبول الودائع بأنواعها المختلفة، تحت الطلب وتوفير ولأجل وخاضعة لإشعار، واستعمالها مع الموارد الأخرى للبنك في الاستثمار كليًا أو جزئيًا بالإقراض أو بأية طريقة أخرى يسمح بها القانون، إن البنوك التجارية ويطلق عليها أحيانًا بنوك الودائع وهي التي تتعامل بالائتمان المباشر وغير المباشر وأهم ما يميزها قبولها للودائع تحت الطلب والحسابات الجارية وينتج عن ذلك ما يسمى بخلق النقود، إن مجرد قبول الودائع أمر تشترك فيه أنواع مختلفة من المصارف، فالمصرف المركزي يقبل الودائع من المصارف التجارية كما تقبل بعض المصارف المتخصصة الودائع من المواطنين ولكن أهم ما يميز المصارف التجارية هو قبولها للحسابات الجارية مما يجعلها على استعداد لدفع هذه الودائع لأصحابها وقتما شاءوا دون مماطلة أو إلحاح، بينا لا تتعامل المصارف الأخرى بمثل هذا النوع من الودائع وإنما بودائع لأجل أو الخاضعة لإشعار بحيث يفتض مضي مدة معينة على الوديعة بالبنك أو مضي فترة على اشعار البنك بالسحب، وبما ان السحب من الحسابات الجارية يتم بشيكات يحررها المودع يمكن القول بأن أهم ما يميز البنوك التجارية عن غيرها قبول الديون التي عليها للمودع في تسوية ديون الآخرين.
بعد التعرف على أنواع الخدمات المصرفية يجب معرفة أن البنوك التجارية تقوم بعدة وظائف وخدمات مصرفية منها النقدية ومنها غير النقدية، كفتح الحسابات وقبول الودائع وتشغيل موارد البنك وآتيًا ذكرها مع التوضيح:
مع التطور الاقتصادي الهائل الذي يعيشه العالم اليوم، تطورت الخدمات التي تقدمها المصارف بأنواعها لمجاراة التقدم الاقتصادي وللاستجابة لحاجات الشركات والافراد وفيما يأتي أهم الوظائف الحديثة التي باتت تؤديها البنوك:
تتنوع أقسام الخدمات المصرفية نظرًا لتنوع المهام والوظائف التي تؤديها هذه البنوك، ومن أقسام المصارف قسم الخزينة، وقسم الودائع، وقسم المحاصة، وقسم الصيرفة الشخصية، وقسم الكمبيالات، وقسم الحوالات، وقسم الكفالات، وقسم الاعتمادات المستندية، قسم بوالص التحصيل، وقسم الحسابات الجارية، وقسم الاوراق المالية وغيرها، وفيما يأتي سيتم ذكر أبرز هذه الأقسام مع شرح وظيفتها:
إن التنظيم الإداري السليم هو حجر الاساس لتحقيق الرقابة الفعالة والتخطيط والتنفيذ الدقيق، ويلزم هنا التنسيق بين النظام الإداري والنظام الفني، ومن أجل هذا يتم تحديد الخدمات المصرفية الرئيسة ويخصص لكل منها قسم فني مختص مثل قسم الحسابات الجارية، وقسم الاوراق المالية، وقسم الاعتمادات المستندية، وغيرها، كما تعددت العمليات المرتبطة بنوع محدد من الخدمة المصرفية يخصص قسم فني لها، وكلما قلت هذه العمليات يتم دمج نوعين أو أكثر من الخدمات في قسم واحد ومن المهم أيضًا تجزئة الخدمات الرئيسة إلى خدمات فرعية بحيث تنشأ وحدات إدارية فرعية تختص بهذه الخدمات.
وعلى سبيل المثال قد يتم تجزئة قسم الحسابات الجارية للعملاء إلى وحدات فرعية تختص واحدة منها بعمليات السحب وأخرى بالإيداع وثالثة باحتساب الفوائد ورابعة بالتعرف على مراكز العملاء بسرعة وهكذا، وبعد تحديد الأقسام والوحدات الإدارية يتم تحديد الاختصاصات والواجبات المنوطة بالأشخاص القائمين على هذه الأقسام والوحدات، مع تفويض قدرً من السلطة يتناسب والمسؤولية الملقاة على عاتق كل منهم ومع توضيح الاختصاصات والواجبات التي يتم بيان خطوط انسياب السلطة من المستويات الإدارية العليا أو الإدارة الاستراتيجية إلى المستويات الدنيا مع بيان تدرج المسؤولية من المستويات الدنيا إلى المستويات العليا لتسهيل عملية الاتصال الإداري، والرقابة والمتابعة بالإضافة إلى محاسبة المسؤولية.
بعد التعرف على الخدمات المصرفية وأنواعها، يجب معرفة أنه قد تختلف طبيعة العمليات واوجه النشاط التي تقوم بها المشروعات، لذا تختلف النظم المحاسبية التي تتبع في ك منها، إلا أنه لا بد من توفر عناصر أساسية يمكن اعتبارها عوامل مشتركة بين جميع النظم المحاسبية كالنظرية المحاسبية، إذ يقوم النظام المحاسبي المصرفي على أساس نظرية القيد المزدوج، والطريقة المحاسبية حيث إن النظام المحاسبي المصرفي يقوم على استخدام طريقة مسك الدفاتر المساعدة من يوميات والدفاتر العامة أو المركزية ويوميات الاستاذ، والمجموعة المستندية، والمجموعة الدفترية، إضافة إلى القوائم المالية والكشوف الإحصائية، والآلات والمعدات التي تستخدم لإدخال البيانات في النظام لأول مرة، والاجراءات الرقابية وتشتمل على وسائل رقابية محاسبية وإدارية