تُمثل درجة حرارة الجسم مقياساً لكمية الحرارة التي ينتجها الجسم، وبشكلٍ عامّ يتمّ تنظيم درجة حرارة الجسم من خلال ناظِمِ الحَرارَة الذي يُحافظ على درجة حرارة الجسم ضمن نطاق محدد، إلّا أنّ هُناك العديد من العوامل التي تحول دون قدرة الأطفال حديثي الولادة على تنظيم درجة حرارة أجسادهم بنفس الكفاءة المُتبعة عند تنظيم درجة حرارة الجسم لدى البالغين والأطفال الأكبر سناً، وفي هذا السياق يُشار إلى وجود العديد من العمليات التي تتضمّن المحافظة على درجة حرارة الجسم ضمن نطاقها الطبيعي؛ إلّا أنّ هذه العمليات قد تحتاج إلى عدّة أيام أو أسابيع لتتطور بنحوٍ كافي لدى الأطفال حديثي الولادة؛ وبخاصّة ممّن يولدون قبل انتهاء فترة الحمل الطبيعية، وتتضمّن هذه العمليات: التعرق عند ارتفاع درجة حرارة الوسط المحيط للمساعدة على تبريد الجسم، والارتعاش أو القشعريرة للمساعدة علىرفع درجة حرارةالجسم عند انخفاض درجة حرارة الوسط المحيط، وكما أنّ افتقار الأطفال حديثي الولادة إلى طبقة الدهون العازلة التي تزداد كميتها يومًا بعد يوم أثناءنمو الرضيعقد تجعل أجسام الرضع أقل كفاءة في تنظيم الحرارة مُقارنةً بالأكبر سنًَا.
ممّا تنبغي الإشارة إليه أنّ درجة الحرارة المرتفعة أو المنخفضة لدى الاطفال الرّضع ضمن مدى مقبول قد لا تمثل مشكلةً صحيةً في الكثير من الأحيان فقد يُشكّل ذلك أحد نواحي المرحلة الانتقالية التي يمرّ بها الرضيع بعد انتقاله من رحم الأم إلى الحياة خارج الرحم، وتنبغي الإشارة إلى أنارتفاع درجة حرارة الطفل الرضيعأو انخفاض حرارته قد تعزى إلى العديد من العوامل؛ والتي من بينها: إصابة الأم بالحمّى قبل الولادة، أو إلباس الرضيع الكثير من الملابس، أو تغطيته بالعديد من البطانيات.
تعتمددرجة حرارة الرضيع المثاليةعلى الطريقة المُستخدمة في قياس درجة الحرارة، ولذا فهي تختلف من طريقةٍ إلى أخرى، ويتمّ التعبير عن درجة الحرارة الطبيعية على شكل مدى أو نطاق له حد أدنى وحد أعلى، بحيث تُشير درجات الحرارة التي تقع فوق الحد الأعلى للمدى الطبيعي إلى إصابة الرضيع بالحمّى نتيجة تعرّضه للعدوى أو غيرها من الأسباب، بينما تُشير درجات الحرارة التي تقع تحت الحد الأدنى للمدى الطبيعي إلى انخفاض حرارة الجسم والذي قد يُشير إلى وجود مشكلةٍ صحيةٍ تستدعي استشارة الطبيب، وتنبغي الإشارة إلى تفاوت درجات الحرارة الطبيعية بين الرضع؛ وعلى الرغم من ذلك إلّا أنّ الانخفاض المستمر في درجة الحرارة لدى الرضيع مؤشراً على وجود مشكلة صحية حتّى وإن كانت درجات الحرارة تلك ضمن المدى الطبيعي لها، ولذا يُنصح باستشارة الطبيب عند حدوث ذلك.
حسب توصياتمنظمة الصحة العالمية(بالإنجليزية: World Health Organization) واختصارًا (WHO)، فإنّه ينبغي قياس درجة حرارة الرضيع المريض بشكلٍ مُتكرر كأن يتمّ قياس درجة الحرارة كل ساعة، بينما يوصى بقياس درجة الحرارة مرتين إلى أربع مرات يومياً للأطفال حديثي الولادة للمساعدة على الكشف عن تقلبات درجة الحرارة غير الصحية لديهم، وأخيرًا يوصى بقياس درجة الحرارة بشكلٍ يومي للطفل الرضيع المريض أثناء تحسّن الحالة المرضية لديه، وفيما يأتي بيان للقيم الطبيعية لدرجة حرارة الرضيع حسب طريقة القياس المتبعة:
طريقة قياس درجة الحرارة | المدى الطبيعي (درجة مئوية) |
---|---|
عن طريق الشرج | 38-36.6 |
عن طريق الفم | 37.5-35.5 |
عن طريق الإبط | 37.5-36.5 |
عن طريق الأذن | 38-35.7 |
ينبغي على الأم تعلّم طريقة قياس درجة الحرارة بشكلٍ صحيح من المناطق المختلفة بما يُمكّنها من تتبع حالة طفلها الرضيع والكشف عن مؤشرات تراجع حالته الصحية، وسنذكر فيما بعد بالتفصيل كيفية قياس درجة الحرارة من الأماكن المختلفة تبعًا للطريقة الموصى بها.
يمكن القول أنه إذا كان الرضيع منشرحاً ويتغذى بشكلٍ جيد ولا يبدو عليه الدفئ وارتفاع الحرارة فلا داعي لقياس درجة حرارته إلا إذا لاحظت الأم امرًا غير طبيعي يتعلق بصحّة طفلها الرضيع،وبشكلٍ عامّ يُنصح بقياس درجة حرارة الرضيع في الحالات التالية:
كما ذكرنا سابقاً، فإن قياس درجة حرارة الرضيع يمكن أن يتم بعدة طرق، وتوصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (بالإنجليزية: American Academy of Pediatrics)&rlm واختصارًا (AAP) باستخدام موازين الحرارة الرقمية فقط دون غيرها للأطفال الرّضع، إذ لا يُنصح باستخدام الأنواع الزئبقية لأنّها تُشكّل خطرًا على الطفل الرضيع من خلال تعريضه لاحتمالية التسمّم بالزئبق إذا انكسر ميزان الحرارة،كما لا يُنصح باستخدام أنواع موازين الحرارة غير الدقيقة؛ خاصّة تلك التي تأخذ شكل الشريط، أو التي تأتي على شكل مسبار للأذن أو على شكل لهاية للأطفال الرّضع.وبشكلٍ عامّ يعتمد مبدأ عمل موازين الحرارة الرقمية على استخدام أجهزة استشعار الحرارة الإلكترونية لتسجيل درجة حرارة الجسم، بحيث تقيس درجة الحرارة عن طريق المستقيم أو الفم أو الإبط،وفيما يأتي بعض الملاحظات الواجب أخذها بعين الاعتبار عند اختيار ميزان الحرارة وقياسها للرضيع:
عند اختيارالطريقةالأنسب لقياس درجة حرارة الطفل الرضيع يؤخذ بالاعتبار عدّة عوامل؛ أهمّها عمر الرضيع ودقّة الطريقة المُتبعة في القياس،وحسب توصيات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال فإنّميزان الحرارة الشرجييعدّ أكثر موازين الحرارة المستخدمة دقة، ويُنصح به خاصّةً للأطفال الرّضع الأصغر سناً، إلّا أنّ العديد من الأهالي يفضلون ميزان الحرارة تحت الإبط أو المُستخدم عن طريق الأذن أو الجبهة لسهولة القياس، وهُنا يجدُر التنوية إلى أنّ هذه الموازين تعدّ أقل دقة في قياس درجة الحرارة.
يُشار إلى ضرورة الالتزام بتعليمات الشركة المُصنّعة عند استخدام ميزان الحرارة، وتنظيف الطرف المعدّ لأخذ قراءة درجة الحرارة قبل الاستخدام وبعده، كما تنبغي الإشارة إلى ضرورة تخصيص ميزان حرارة منفصل لكلّ منطقة منها مع ضرورة تسمية كل ميزان حسب المنطقة المُراد استخدامه لها، وعدم استخدام أيّ منها لمنطقةٍ أخرى، كما ينبغي الانتباه إلى الرضيع أثناء قياس درجة الحرارة وعدم إبقاء الميزان في المنطقة دون مراقبة الطفل الرضيع من قِبل الوالدين أو مقدم الرعاية الصحية.
كما أسلفنا سابقاً، يعد ميزان الحرارة الشرجي أكثر موازين الحرارة دقة على الإطلاق وأكثرها سهولةً في الاستخدام،وتتحقق الطريقة الصحيحة لقياس درجة الحرارة عن طريق الشرج باتباع الخطوات التالية:
تتضمّن الطريقة الموصى بها لقياس درجة الحرارة عن طريق الإبط الخطوات التالية:
تتضمن الطريقة الموصى بها لقياس درجة الحرارة عن طريق الشريان الصدغي ما يأتي:
بشكلٍ عامّ، لا يُوصى بقياس درجة الحرارة عن طريق الأذن بسبب صعوبة الحصول على قراءات جيدة ودقيقة باستخدام هذه الطريقة،ويتمّ قياس درجة الحرارة عن طريق الأذن كما يأتي:
لا يوصى بقياس درجة الحرارة عن طريق الفم للأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن خمسة أعوام لعدم قدرتهم على إبقاء ميزان الحرارة تحتاللسانلفترةٍ كافية.
تنبغي مراجعة الطوارئ فورًا إذا بلغت درجة الحرارة المُقاسة عن طريق الشرج أو الشريان الصدغي 38 درجة مئوية أو أكثر لدى الرضع الذين تقل أعمارهم عن ثلاثة أشهر،وتتضمّن الحالات الأخرى التي تستدعي مراجعة الطبيب عند ارتفاع درجة حرارة الرضيع ما يأتي:
ينبغي التنويه إلى العديد من الأمور والظروف التي قد تؤثر في قياس درجة الحرارة لدى الرضيع، وفي حال وجود أيٍّ منها فإنّ الأمر يستلزم عدم قياس درجة الحرارة وإعطاء فرصة للرضيع حتى يبرد جسمه دون الوصول إلىالقشعريرة، ومن ثمّ قياس درجة حرارته، ويُمكن بيان أبرز هذه الأمور والظروف فيما يأتي:
وأخيراً، يُنصح باستخدام ميزان الحرارة تحت الإبط لأخذ فكرة عن درجة حرارة الرضيع والتأكد من وجود الحمّى، فإذا كانت درجة الحرارة التي تمّ قياسها عن طريق الإبط مرتفعة فتنبغي إعادة قياس درجة الحرارة من خلال طريقة أكثر دقة؛ كالقياس عن طريق فتحة الشرج مثلاً، مع الأخذ بالاعتبار ضرورة تجنّب الاعتماد على لمس الجلد كطريقة لقياس درجة الحرارة؛ إذ إنّ دفء جلد الرضيع أو برودته لا يُغني عن قياس درجة الحرارة بالطرق الدقيقة التي ذكرناها سابقًا.
"