قبل سنوات عدة كان العمل من المنزل أمرًا مستحيلًا ، فكان لابد من تسجيل حضورك كل يوم في التاسعة وتسجّل انصرافك في الخامسة؛ ما وضع كثيرًا من الموظفين في دائرة الراحة أو ما يُعرف بـ Comfort Zone.
والـ Comfort Zone هي حالة سلوكية يمارسها الشخص بلا توتر أو خطر؛ لاعتياده على ممارستها ضمن إطار روتيني محدد، ينتج عنه تكيّف ذهني، يعطي الشخص شعورًا غير واقعي بالأمان، وفي الوقت نفسه يحد من قدرته على التقدم والإبداع؛ إذ تتحكم تلك المنطقة في اختيار نمط الشخص لحياته، سواء ما يقبله أو ما يرفضه.
وكمثال على ذلك، يتذمر الكثيرين من أوضاعهم المعيشية، دون أن يتخذوا أي فعل لتغيير هذه الأوضاع؛ لأنهم يعيشون في دائرة الراحة ويشعرون بأمان، وإن كان مؤقتًا؛ ما يجعلهم يتخوفون من اتخاذ أية خطوات جريئة.
وقبل أن أحدثك عن العمل من المنزل- كوسيلة للخروج من دائرة الراحة- اعلم أن هناك طرقًا أخرى للخروج من هذه المنطقة، كأن تتطلع إلى اكتساب خبرات، سواء في العمل أو الدراسة، مع السعي لإتقان لغات أجنبية تعطيك زمام المبادرة للتغير وإخراجك من هذه المنطقة ، مع التكامل مع من حولك؛ ما يدفعك للخروج من دائرة الصمت المكاني إلى التعلم من الغير.
وتُعد ممارسة العمل التطوعي من وقت لآخر، وممارسة الرياضة تدفعك لتحسين مستوى إبداعك وتخلصك من الروتين .
لقد أصبح العمل من المنزل حاليًا، أحد أهم وسائل الخروج من الـ Comfort Zone؛ لأنه يعطيك مساحة أكبر من الإبداع والخوف من عدم الإنتاج؛ فإذا كان الذهاب إلى العمل يوميًا وتواجدك به يعطيك قدرًا من الأمان ، فإن العمل من المنزل سيجعلك مطالبًا بالتغيير دائمًا؛ لكي تلفت نظر عملائك أو مديريك.
كذلك، يساعد العمل عن بعد- وخاصة للنساء- على تحقيق الأهداف الاستراتيجية لرؤية 2030، والتي تتطلع إلى خفض حجم البطالة المتنامية في المجتمع السعودي من 11.6 % إلى 7 % فقط.
وطبقًا لآخر الإحصائيات،فقد بلغ إجمالي قوة العمل السعودية نحو 5.6 ملايين شخص يمثل المشتغلون منهم 88.5 % في حين تبلغ نسبة العاطلين 11.5 % وعددهم 647 ألف شخص؛ وذلك من ضمن إجمالي قوة العمل في المملكة بالكامل والبالغة 12.2 مليون شخص.
وللعمل من المنزل- أو ما يسمي” العمل عن بعد” – مهارات يجب إتقانها حتى لا تفشل في تحقيق أهدافك ومن ضمنها:
5. التأقلم في التعامل مع فريق- ربما يكونون منتشرين في أنحاء العالم- أمر غاية في الأهمية؛ لأن التناغم بين الأشخاص المتباعدين يتطلب مجهودًا أكبر.